Sunday, February 11, 2007

الله كلّي القوة

الله كلي القوة

من الصفات الإلهية المثيرة للجدل، صفة القدرة الكلية. من منظور الإيمان الكلاسيكي بالله، الله يمارس قدرته الكلية بطريقتين: الطريقة الأولى هي التدخل غير المباشر عن طريق طرق وأسباب ثانوية، والطريقة الثانية هي التدخل المباشر الذي من خلاله خلق العالم من الأساس، وهذا التدخل اليوم هو ما يصنع المعجزات. ولكون الطريق الأولى المبنية على الأسباب هي الطريقة المعتادة، حتى لا يشعر البشر بالخوف والرعب من قوة الله المطلقة. أي أن الله كما لو كان قد "روض" قوته وجعلها تسير في مسارات من الأسباب المنطقية الثابتة لكي يسمح للإنسان بالوجود وممارسة قوته وحرية اختياره ويحميه من الخوف والسلبية. معنى هذا أن كل شيء في النهاية معتمد على الله ولكن الله لم يحدد بشكل حتمي كل شيء بل سمح للإنسان الحر أن يحدد لنفسه مسار حياته. Everything is dependant upon God, but not everything is precisely determined by God.

لقد قام الله بنفسه بعمل حدود لقوته وحريته، لكي يسمح لقوة وحرية الإنسان بالوجود.

كما أنه من المتفق عليه أن الله يستطيع أن يفعل أي شيء طالما لم يحتو هذا الشيء على تناقض. الله حر أن يعبّر عن جوهر ألوهيته لكن هناك أشياء لا يستطيع الله أن يفعلها. الله لا يستطيع فعل الشر (الله غير مجرب بالشرور!) لأنه متعارض جوهرياً مع طبيعته. الله لا يستطيع أن يموت ولا يستطيع أن يخلق إلهاً آخر كلي القدرة! لأن هذا يتناقض جوهرياً مع طبيعة القدرة الكلية. لذلك يقول توما الأكويني: " كل ما يشتمل على تناقض لا يمكن أن يوجد في إطار قدرة الله الكلية."

أظهر إله العبرانيين قوته ليس من خلال تنظير فلسفي وإنما من خلال تدخل تاريخي أثبت به أنه أقوى من قوة فرعون العسكرية وأقوى من الطبيعة. وفي النهاية أسس يهوه العهد مع الشعب في جبل سيناء. كلمة شدّاي تعني كل من "جبل" و" قدرة" في نفس الوقت. ففي هذا الجبل رأى الشعب قدرة الله وفهموا أنه كليّ القدرة. ومن هنا جاءت الرموز الكتابية الدالة القدرة مثل: "ملك الله"، "سيادة الله"، وغيرها من تعبيرات القوة والسلطان في العهد القديم. لكن في كل مرة يعلن الله قوته، لا يعلنها في صورة قوة غاشمة بلا عقل وإنما هي قوة يمارسها الله لتحقيق نعمته.

ثم في العهد الجديد، أعلنت قوة الله من خلال تواضع المسيا الحقيقي، يسوع المسيح، الذي صُلِب من ضعف. لهذا يقول بولس أن "ضعف الله أقوى من قوة الإنسان." (1كو 1- 25- 27 ، 2كو 13: 4).

فَلْيَكُنْ فِيكُمْ هَذَا الْفِكْرُ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ أَيْضاً: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. ِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ. (في 2: 6-9). هكذا من خلال الضعف، ظهرت قوة الله المُخَلِّصة.

يعترض بعض الفلاسفة مثل ألفريد نورث وايتهيد وتشارلز هارتشورن على فكرة القدرة الكلّية لكونها تستبعد مفاهيم مثل الصدفة أو الحرية من المشهد الكوني. يقول هارتشورن أن المفكرين المسيحيين اتبعوا نموذج "الطاغية" مصورين الله ليس كملك ينقذ ويخلص ويؤسس ولكن كطاغية يتخلص بصورة مستمرة من أي بادرة للحرية الإنسانية لكي يكون حكمه الإلهي مطلقاً وكاملاً. ثم يقدم هارتشورن هذا التحدي:" هل يمكننا أن نعبد إلهاً خالياً من السخاء للدرجة التي تجعله ينكر علينا أي مشاركة، مهما كانت متواضعة، في تحديد بعض التفاصيل في هذا العالم كمشاركات ضئيلة في تلك العملية الإبداعية التي تسمى الواقع؟"

لكن هل هذا الاتهام الذي اتهم به هارتشورن المفكرين المسيحيين صحيحاً؟ أظنه ليس كذلك. فالهدف من مفهوم القدرة الكلّية ليس الطغيان وإنما الخلاص من الطغيان. لقد استخدم يهوه قوته لتحرير شعبه من الطغيان. لذلك فإن أي طغيان باسم الله (أي دين سلطوي) يتعارض مع طبيعة الله نفسه ويسيء للإيمان به.

إن عقيدة القدرة الكلية تؤمن أن العالم كله معتمد على الله وفي نفس الوقت تؤكد على أهمية القرار الإنساني. هذه الفكرة نشأت من خلال التفريق الكلاسيكي بين قدرة الله المطلقة Absolute power والتي بها خلق العالم كله من العدم وبين قدرته المعتادة Ordinary Power التي تعمل يومياً من خلال الأسباب. بكلمات أخرى، الله يحدّ يومياً من قدرته المطلقة لكي يسمح لحرية وإبداع الإنسان بالمشاركة معه في إدارة العالم.

يشبه الأمر أم تعد عجين الفطائر وتترك لأطفالها حرّية أن يشكلوها ويخبزوها كيفما شاءوا.

القدرة الكلية في المفهوم المسيحي مرتبطة بوعد الخليقة الجديدة الذي أعطانا عربونه من خلال إقامة يسوع من الأموات. لقد احتاج الأمر من الله قوة لكي يقيم يسوع من الأموات وهو ما يزال يستخدم قوته لتغيير الدهر الحالي و لتحقيق ملكوته الأبدي. قد نظن أن الله لا يعمل بالسرعة أو بالقوة الكافية، لكنه لا يعمل بمفرده بل نحن نعمل معه، نساعده ونعطلّه في نفس الوقت. لقد اختارت الأم أن تعد الفطائر مع أولادها وضحّت بالإتقان والسرعة في سبيل الحرية والمشاركة. لكنها في النهاية سوف تصل بالخليقة للاكتمال. أما عن كيف سوف يصل الله بالملكوت للاكتمال، فهنا يختلف الألفيون (سواء القبل ألفيين أو البعد ألفيين) مع اللاألفيين. الألفيون يقولون أنه سيأتي وقت ستتوقف "الأم" عن السماح لأولادها بالمشاركة أي يأتي المسيح ويؤسس ملكه الكامل (مادّياً لألف سنة ثم الحياة الأبدية، أو بالحياة الأبدية مباشرة) أما اللا ألفيين فيقولون أن الله سوف يستمر في تكميل الخليقة بهذه الصورة التدريجية بدون أحداث أخروية.

لكي أختم هذا الجزء من المناقشة، أحب أن أؤكد أنني في تفسيري لصفات الأبدية والقدرة الكلية والاستعصاء على الفهم قصدت أن أوضح أن محاولة فهم صفات الله تمثل عملية من التفسير اللاهوتي لتلك الرموز الكتابية المصمتة الغنية بالمعنى وهذا التفسير تم في ضوء نظرة للعالم كانت موجودة في روما القديمة وأوربا في العصور الوسطى، تلك النظرة التي كانت متأثرة إلى حد كبير بالمتيافيزيقا الإغريقية.

وتظل عملية التفسير اللاهوتي مستمرة وهي مستمرة اليوم. ويعد خطأَ كبيراً يرتكبه لاهوتيو هذا العصر إذا قبلوا المفاهيم التي يورثها لهم لاهوتيو الماضي المتأثرون بالثقافة الإغريقية ويعتبرونها مفاهيم محددة غير قابلة للنقد. لأنهم إذا فعلوا ذلك فإنهم عندئذ يحولون هذه المفاهيم الروحية المجردة إلى مفاهيم "صنمية" جامدة ويجعلوا الميتافيزيقيا الإغريقية تحدد لنا واقعنا اليوم.

وليس لنا سبيل لمنع هذا "التصنيم" إلا أن نستخدم بصورة مستمرة النقد وإعادة المسايقة contextualization and criticism وذلك لكي نذكر أنفسنا أن هذه القائمة الكلاسيكية من صفات الله ليست منزلة ولكنها نتاج عملية لاهوتية سابقة من تفسير الرموز الكتابية. وكما فسر لاهوتيو الماضي تلك الرموز في ضوء سياقاتهم الفكرية في ذلك الوقت، يمكننا نحن أيضاً أن نفسر نفس الرموز الروحية الأبدية في ضوء سياقاتنا الحاضرة. وذلك إيماناً منا بأن هذه الرموز هي إعلانات من الله ولذلك فهي قادرة على ولادة مفاهيم روحية أبدية قادرة أن تخاطبنا بلغة جديدة في كل عصر.

إننا لا نقصد أن نشطب المفاهيم اللاهوتية القديمة ونتوقف عن دراستها، ولكننا يجب أن نتعامل معها كمعلومات لاهوتية وليس كوحي مُنَزَّل. الهدف اليوم هو أن نتجاوز هذه المنظومات اللاهوتية الكلاسيكية، ونذهب مباشرة إلى الرموز الكتابية الأصيلة ونحاول تفسيرها في ضوء رؤية العالم في عصر الحداثة الحالي وعصر ما بعد الحداثة الذي يبزغ علينا فجره. سوف أحاول أن أوضح هذا جزئياً من خلال تناول الصفات الإلهية من خلال مناقشة حياة الله الثالوثية The Trinitarian life of God وعقيدة الخليقة The doctrine of creation وذلك في ضوء العلوم الطبيعية المعاصر.

باختصار كما قدم لنا لاهوتيو الماضي تفسيراً لاهوتياً معاصراً (لوقتهم) في ضوء الميتافيزيقا الإغريقية ورؤية العصور الوسطى للعالم، يجب أن نقدم تفسيراً لاهوتياً معاصراً لنفس الرموز الكتابية الأبدية وذلك في ضوء ما يقدمه عصر الحداثة وبعد الحداثة من رؤية للعالم.

م)

7 comments:

Anonymous said...

It is always good to read your translation and your reflections. In this recent essay that you have sent, there are some issues that need to be raised.

As we always mention the Exodus event as a manifestation of the divine power that liberates the oppressed, we tend to forget that the same power was also "abusive" to the inhabitants of the land of Canaan, who were misplaced and destroyed as a fulfillment of the promise. Or that power that used the great empires of Assyria and Babylon in order to punish the people for their sin and then later destroy these empires by other empires (this is obviously how the Biblical writes interpret the historical events; which is ambivalent issue more than the way I state it). This leads to a contemporary question: Who has the right to interpret the historical events that we go through now (e.g. the war on Iraq)? How does this play with our ethics and responsibility as Christians who highlight that true power lies in meekness like in Jesus Christ?

This brings on the table serious questions about the character of God in both the NT and the OT. I am not saying that God is different in both testaments; I do not like this easy answer. We need to struggle with the text and with theological understanding more than we usually do in Egypt.

Some OT interpreters who are interested in theological questions try to talk about God as "a relational God", who responds to creation. God who repents (Gen. 6; Ex. 32-34), God who does not know everything (Gen. 18, 22, where God says to Abraham: "Now I know ...". May be we need to raise the question of the power of God in relation to the a "relational God". May be the Psalms, the book of lamentations, wisdom literature (i.e. Job and Ecclesiastes), can bring other challenges to traditional answers that we find in the prophetic books and the historical books of the OT.

This brings the question of the diversity of the Bible; We need to accept different voices; we need to abandon the monolithic way of interpreting the Bible; we need to be more dialogic.

Thanks again ya Awsam, God bless you in your ministry in your local church and the public church in Egypt,

Safwat

Anonymous said...

Dear all,

Obviously Safwat 's questions have many answers( none is good enough to my taste). From the geo-political history of the region, the revolutionary angery meassages of the prophets of OT and NT ( Jesus despite Safwat's emphasis on meekness was no exception when it comes to the angry tone of the revolutionary!). The guilt of oppressive and brutal regimes of their age, the necessity of " a just war", the intrigue ways of a God who works for the poor and oppressed and justly avenge their innocent blood (obviously the avenge promised in the last book of the NT makes all what is mentioned in the OT looks like a before sleep children's story!).

Once we read critically we sale in scary seas. Once we dare to question the inerrancy we shake the foundations, or may be God Himself shakes them. How can we keep the faith in a God who reveals himself in the OT and NT, yet rid ourselves from the bigotry, magical thinking, racism, sexisim, petty revenges that keep bombarding us there?How can we do that without resorting to shallow answers that would make us even worse than we started with?

The Bible and the history of Israel are still most impressive and beautiful, Jesus still shocks us with joy and love in both the NT and OT. I can not swollow any more the candy covered Jesus of the modern day Evangelical church, worse still is the saleman Jesus of the full gospelists, nor the ascetic, remote, stoic and magically alienated Jesus of the Orthodox and Catholic traditions. But the Jesus of the OT and NT I still can worship and love in the midst of my blindness, ignorance and sinfullness, and the same of my fellow church leaders and scripture wirters.

An unanswered question is a good companion for the journey it keeps you able to receive the wonder.

Thank you all for an edifying dialogue-message from God.

Praise be to His wonderful Name

Ehab El Kharrat

Dr. Awsam Wasfy said...

It is good to question, to doubt, to trust, and to arrive at a deeper understanding of things. Thank you friends for sharing your heart with others. I might not agree on all that is posted on this blog, but I will post anything you share if it is not demeaning anyone. bless you all

Unknown said...

اسمحوا لى أن اعلق على المقالة بصفتى (من المتفرجين ألى الغير دارسين لللاهوت ولكن من الذين يعتقدون ان الله و صفاته متاح حتى للأطفال امثال صموئيل

أتفق مع المقالة فى كونها توضح ان الله له قوة واعية غير باطشة. لأن لديه حكمة كاملة بجانب القدرة لذلك فهو ليس بملك غاشم

اتفق ايضاً انه اذا ارتضى الرب ان يجعل ذلك المخلوق المسمى انسان جزء من تاريخه و اعلاناته بل ارتضى ان يجعله شريكا له فى المجد اذا قد يسمح له بان يكوت شريكاً فى تحريك الأحداث او احداثها بمفهوم الصدفة او الأختيار كما جاء بالمقالة.

الا اننى شعرت انى اقرا عن الله فى الماضى و ما نستنتجه مما حدث فى التاريخ مثلما حدث مع العبرانيين...

و لكن ما عسانا ان نستنتج من أحداث اليوم المعاصر و التى لن نرى أو نسمع أو نلاحظ تدخل الرب فيها بالعيان؟ كما كان فى الماضى؟

أظن اذاً انه يتوجب علينا ان نكمل ما دونه لنا الوحى من احداث مستقبلية كيمت نصير قادرين ان نشتكمل الصورة. ينبغى اذاً ان لا يترك موضوع الألف سنة و الأختطاف و سيناريو النهاية و المجىء مبهم و تحت الأنشاء.
كثير من المبدعين الفنيين و مؤلفو الخيال العلمى وجدوا فى هذا مرتعاً خصباً لأعمال ز كتب كثيرة اغرقوا فيها الكثيرين بافكار كثيرة.

فهمى لله و صفة قوته ينبغى ان تكمل بدراسة نهاية قصة الأرض الحالية معه

أعتقد فى أنه يوجد لى مساحة من الحرية اقرر بيها مصيرى و لكن بسابق علم الله. و بتدخل غير مباشر عن طريق النصح و الأرشاد
النصح غير مجبر و الأرشاد ليس مقيد للحرية

اورشليم : كم مرة اردت ان اجمع اولادك؟
هل تدل هذه الجملة على قوة مسيطرة؟ انها ارادة تنتظر ان يتفق معها الأنسان كيما تجدث تأثيرها
تريز جبران

Anonymous said...

This is an important issue that you are bringing up here Dr. Awsam. I really could identify with Dr. Ihab's "How can we keep the faith in a God who reveals himself in the OT and NT, yet rid ourselves from the bigotry, magical thinking, racism, sexisim, petty revenges that keep bombarding us there?How can we do that without resorting to shallow answers that would make us even worse than we started with?" The dialogue itself is an important step as "It is good to question, to doubt, to trust, and to arrive at a deeper understanding of things." I am looking forward to the debate and hope that after forcing myself to stop thinking for a long time and just ignore pressing questions that they might go away, I can look them again in the face. I don't feel comfortable with the theory of "relational God" but believe that man has more freedom than he thinks or even want to believe. I wish that we can succssed in contextualisation and better understanding.This might lead to a new revolutionary break through of understanding.

Anonymous said...

Dear Dr. Awsam;
I have a question that may not be related directly to the study but at least stemed from reading it. What do you think about institutions, church, marriage, political systems? I know that you are in a way talking about abstract theology and Christion symbolism but this would lead to examining the institutions that are built on older understandings which are not post modern, nor even modern. Also, I wonder if the methedology you are using would lead to create interpretations that follow modernization rather than have them shape our modern world. Thank you for your patience as I am still trying to exercise my thinking muscles.

Dr. Awsam Wasfy said...

The New Theology based on the eternal Christian symbols and contexualized to fit the modern/postmodern age would eventually re-shape and revolutionize institutions like Church, marriage, education, etc. This is a very clever questions showing that your thinking muscles are working well!

 
google-site-verification: google582808c9311acaa3.html